الثلاثاء، سبتمبر 14، 2010

أن لاتصل أبدا خير من أن تصل متأخرا يا سمو الرئيس !!!


يقول المثل الشهير " أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا " و رغم شهرة المثل العالمية إلا أنه لا ينطبق على اللقاء التلفزيوني الأول لسمو الرئيس الذي أتى متأخرا لدرجة جعلت المواطن يتمنى لو أنه لم يكن . التعامل مع سمعة و شخصية الرئيس من جهة و المناديب الكثر لسموه من جهة أخرى, أفضل و أسلم من التعامل مع الشخصية الجديدة المنفتحة التي يحاولون تسويقهـا .. لأن الشخصية الجديدة التي يحاول أن يظهر سموه بها تبدو مزيفة و غير واضحة المعالم و النوايا, و الأصل في الإنسان ما جبل عليه و ما اعتاد الناس منه. فنحن تعودنا على التعامل مع المطبلين ومحامي الرئيس , و تغيير الإستراتيجية في وسط الطريق يوحي بأن الرئيس اقتنع بعدم جدوى خط الدفاع الأول " المطبلين " في تخفيض وتيرة الانتقاد الشعبي الجارف, و هذا أمر محمود لو كان هذا الظهور الإعلامي الأول اّتي بعد حقبة من العمل الجاد في إقناع جميع أبناء الشعب بأحقية الحكومة في الإستمرار.


فيما يخص اللقاء الرئاسي ,, لفتت انتباهي المحاور التي ذهب إليها المذيع , فمن تابع اللقاء يجد بأن الرئيس قد تحدث عن النظام الديموقراطي, و بـرر جولاته الرسمية , و علـل لجوئه للقضاء ضد أصحاب الرأي. عندما تشاهد اللقاء الأول لرئيس الوزراء و بعد أربع سنين من توليه مهمة النهوض بالبلد و تسمعه يتكلم في هذه المحاور فقط تستنتج بسهولة بأن اللقاء كان موجها بالدرجة الأولى لنواب المعارضة و بالدرجة الثانية لأبناء الشعب المؤيدين للمعارضة الوطنية. كل المواضيع التي تطرق لها الرئيس كانت عبارة عن ردود على انتقادات المعارضة الموجهة له . و لم يتطرق الرئيس بتاتا للمشاكل التي تمس الشعب مباشرة كالصحة و التعليم و الكهرباء و غلاء المعيشة , و لم يشهد اللقاء أي توجه من الرئيس لوصف علاقاتنا الخارجية في هذا الوقت بالذات الذي تحيط فيه الأخطار بمنطقة الخليج العربي على خلفية المفاعل الإيراني. و لم يتطرق أيضا للأمن الداخلي للدولة على إثر أخبار الخلايا التجسسية النائمة في دول الخليج.
هل كنا بحاجة لأربع سنوات كاملة ليظهر لنا الرئيس في لقاءه التلفزيوني الأول ليخصصه للرد على انتقادات المعارضة فقط !!؟؟ و هنا يصح تحريف المثل ليصبح " أن لا تصل أبدا خير من أن تصل متأخرا ".
لو أردت وصف الأداء الرئاسي في تمثيل دور الضيف لقلت " شيء أحسن من لا شيء" . أحيي سمو الرئيس على شجاعته بالظهور لأول مرة عبر لقاء مسجل و ممنتج أضعاف مونتاج المسلسل الرمضاني " القعقاع ", و لكن كمشاهد محايد تجد بأن هناك مبالغة بحركة الأيدي و عدم انتظام برفع و خفض نبرة الصوت , ما أدى إلى انعدام العفوية و إضفاء صبغة التصنع على الحديث.


في النهاية, ذكر سمو الرئيس عدم رغبته تسجيل التاريخ بعد ألفين سنة بأنه تقاعس عن إظهار براءته و هذا ما دفعه لمقاضاة خصومه السياسيين. و هنا لا بد من القول للرئيس: هداك الله و أثابك , نحن لا نريد إلا أن يكتب التاريخ صفحة رئاستك للحكومة بحروف من ذهب , ولا يتحقق ذلك إلا من خلال العمل الجاد و الهمة في النهوض بوطننا الغالي. نعلم أنك تحب الكويت , فليكن العمل على هذا الأساس و أبدأ أولا بالتضامن مع أبناء شعبك في مواجهة القيض و السموم بلبس لباسهم الصيفي المريح لكي لا يظن أحد بأنك لم تتعرض بتاتا لللواهيب !!!!