الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

حكومتنا الحلوة ,, أين لجنة الحفاظ على الوحدة الوطنية ؟؟؟؟




لو كنت حاضرا في ندوة السعدون و رأيت الجويهل " يبصق " على الشاشة وقت ظهور مسلم البراك , لسعيت لتهدئة الجمهور و أخذت غترتي و شماغ من زميلي و ا ستعنت بأربعة فقط من المتواجدين و تعاونا على ربط يديه و رجليه و ثم حمله و وضعه في أقرب حاوية للنفاية و تركناه  في أحد زوايا الحديقة يتابع الندوة بكل هدوء. و لا يأتيني أحد ويقول "أربع رجاجيل على واحد" لأني سأرد عليه بأن حبيبك الغالي يكثر من " المكابيس " تالي الليل لزوم القعدة, و أن وزنه الزائد يستدعي جهد أربعة رجال على الأقل لحمله و رميه في الحاوية. حصل ما حصل و لو أني لست مؤيدا للعنف البدني,, و لمعرفتي مسبقا بما سيحدث بعد هذا الحادث الهامشي و كيف سينقض الإعلام الفاسد على هذه القضية العابرة ليستغلها أحسن  استغلال و يزيد به الفجوة بين أبناء الوطن الواحد و يرفع من أسهم الجويهل في دائرته و بالتالي ينقص من أسهم أعضاء كتلة " إلا الدستور " في نفس المنطقة الانتخابية.
و لكن السؤال الذي لا ينفك من " المطامر " في ذهني هو :  أين لجنة الحفاظ على الوحدة الوطنية ؟؟  قبل بضعة أشهر أصدر مجلس الوزراء قرارا بتشكيل لجنة للمحافظة على قيم و مبادئ المجتمع و الحفاظ على الوحدة الوطنية, فاستبشرنا خير و قلنا " أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا ". و أصبح هناك بصيص من أمل بأن حكومتنا ستأخذ على عاتقها محاربة بؤر الفتنة و ستتصدى لكل محاولة من أي متنفذ لشق الصف و تفتيت المجتمع, مع يقيننا بأن هذه الحكومة ليست حكومة أفعال , و لكن الغريق دائما ما يبحث عن ما ينجيه حتى و لو كانت " سحارة " .
اليوم و بعد اجتماع مجلس الوزراء و الاستماع لشرح مفصل من وزير الداخلية عن الحادثة التي مست شخص المبجل و المعظم " الجويهل ", و بعد أن وصف بيان الاجتماع ما حدث بالجريمة البشعة,, أكرر الجريمة البشعة ,, و عدم تطرق مجلس الوزراء للجلسة الخاصة التي دعت إليها السلطة التشريعية و خلو البيان من أي ذكر للجنة الحفاظ على الوحدة الوطنية , تيقنت بأنه لا توجد هناك نية للحفاظ على وحدتنا بل هناك نوايا قادمة لتدمير وحدتنا أكثر فأكثر حتى يصبح الكويتي لا يطيق الجلوس أو التحدث مع أخيه الكويتي.
الدستور أصبح هاجسهم, و لن يستطيعوا أن يلغوه إلا إذا تمكنوا من تفريقنا و تكفيرنا بالديموقراطية ,, نكررها عسى أن ننقذ شيئا مما تبقى لنا.
دمتم بود ,,,

الثلاثاء، سبتمبر 14، 2010

أن لاتصل أبدا خير من أن تصل متأخرا يا سمو الرئيس !!!


يقول المثل الشهير " أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا " و رغم شهرة المثل العالمية إلا أنه لا ينطبق على اللقاء التلفزيوني الأول لسمو الرئيس الذي أتى متأخرا لدرجة جعلت المواطن يتمنى لو أنه لم يكن . التعامل مع سمعة و شخصية الرئيس من جهة و المناديب الكثر لسموه من جهة أخرى, أفضل و أسلم من التعامل مع الشخصية الجديدة المنفتحة التي يحاولون تسويقهـا .. لأن الشخصية الجديدة التي يحاول أن يظهر سموه بها تبدو مزيفة و غير واضحة المعالم و النوايا, و الأصل في الإنسان ما جبل عليه و ما اعتاد الناس منه. فنحن تعودنا على التعامل مع المطبلين ومحامي الرئيس , و تغيير الإستراتيجية في وسط الطريق يوحي بأن الرئيس اقتنع بعدم جدوى خط الدفاع الأول " المطبلين " في تخفيض وتيرة الانتقاد الشعبي الجارف, و هذا أمر محمود لو كان هذا الظهور الإعلامي الأول اّتي بعد حقبة من العمل الجاد في إقناع جميع أبناء الشعب بأحقية الحكومة في الإستمرار.


فيما يخص اللقاء الرئاسي ,, لفتت انتباهي المحاور التي ذهب إليها المذيع , فمن تابع اللقاء يجد بأن الرئيس قد تحدث عن النظام الديموقراطي, و بـرر جولاته الرسمية , و علـل لجوئه للقضاء ضد أصحاب الرأي. عندما تشاهد اللقاء الأول لرئيس الوزراء و بعد أربع سنين من توليه مهمة النهوض بالبلد و تسمعه يتكلم في هذه المحاور فقط تستنتج بسهولة بأن اللقاء كان موجها بالدرجة الأولى لنواب المعارضة و بالدرجة الثانية لأبناء الشعب المؤيدين للمعارضة الوطنية. كل المواضيع التي تطرق لها الرئيس كانت عبارة عن ردود على انتقادات المعارضة الموجهة له . و لم يتطرق الرئيس بتاتا للمشاكل التي تمس الشعب مباشرة كالصحة و التعليم و الكهرباء و غلاء المعيشة , و لم يشهد اللقاء أي توجه من الرئيس لوصف علاقاتنا الخارجية في هذا الوقت بالذات الذي تحيط فيه الأخطار بمنطقة الخليج العربي على خلفية المفاعل الإيراني. و لم يتطرق أيضا للأمن الداخلي للدولة على إثر أخبار الخلايا التجسسية النائمة في دول الخليج.
هل كنا بحاجة لأربع سنوات كاملة ليظهر لنا الرئيس في لقاءه التلفزيوني الأول ليخصصه للرد على انتقادات المعارضة فقط !!؟؟ و هنا يصح تحريف المثل ليصبح " أن لا تصل أبدا خير من أن تصل متأخرا ".
لو أردت وصف الأداء الرئاسي في تمثيل دور الضيف لقلت " شيء أحسن من لا شيء" . أحيي سمو الرئيس على شجاعته بالظهور لأول مرة عبر لقاء مسجل و ممنتج أضعاف مونتاج المسلسل الرمضاني " القعقاع ", و لكن كمشاهد محايد تجد بأن هناك مبالغة بحركة الأيدي و عدم انتظام برفع و خفض نبرة الصوت , ما أدى إلى انعدام العفوية و إضفاء صبغة التصنع على الحديث.


في النهاية, ذكر سمو الرئيس عدم رغبته تسجيل التاريخ بعد ألفين سنة بأنه تقاعس عن إظهار براءته و هذا ما دفعه لمقاضاة خصومه السياسيين. و هنا لا بد من القول للرئيس: هداك الله و أثابك , نحن لا نريد إلا أن يكتب التاريخ صفحة رئاستك للحكومة بحروف من ذهب , ولا يتحقق ذلك إلا من خلال العمل الجاد و الهمة في النهوض بوطننا الغالي. نعلم أنك تحب الكويت , فليكن العمل على هذا الأساس و أبدأ أولا بالتضامن مع أبناء شعبك في مواجهة القيض و السموم بلبس لباسهم الصيفي المريح لكي لا يظن أحد بأنك لم تتعرض بتاتا لللواهيب !!!!

الأحد، أغسطس 08، 2010

بين أيدينا بقية من بلاد ,,, فاستريحوا كي لا تضيع البقية


كل الشواهد و الدلائل تشير على أن النهج السياسي و أيضا الاجتماعي في الكويت, يسير على النقيض من قوله تعالى " ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم " الأنفال . فبلدنا الحبيب يشكو في السنوات الأخيرة من التراجع و التقهقر على كل المستويات و غالبية المجالات, فجميع المواطنين و الكتاب و المثقفين يتفقون على أن مستوى الخدمات المقدمة من الدولة في تراجع مستمر و تدني لا منتهي . كما يتفق الكويتيون بأن الفساد ينخر في جسد بلدنا الحبيب و أصبحت قضايا التنفيع و الإستنفاع قضايا روتينية يسمعها و يعيشها المواطن في كل يوم, و زد على ذلك الأفول المهول لنجم الديموقراطية الكويتية في السنوات القليلة الماضية و أيضا التفكك الذي أصاب وحدتنا الوطنية و التي كانت مصدر لقوتنا في السابق.

عزيزي القارئ, إذا أردنا البحث في المسببات المباشرة , ستتجه بنا الأنظار لأطراف و جهات تعتبر المصدر الرئيس لكل ما يصيب بلدنا الحبيب من تقهقر و انحدار. سنتعرض في البداية للقوى المحلية للفساد التي لا تنفك من تتبع و ترصد و من ثم استنزاف الأموال العامة و هي بسياستها هذه تمهد الطريق لقوى الفساد العالمي و تضع له موضع قدم في الكويت, فلا يخفى على الجميع الحرب الضروس التي تشنها الحكومات العالمية ضد هذه القوى. لقد تعرضنا في الكويت لاستيراد مواد غذائية منتهية الصلاحية " العدس "و في جمهورية مصر الشقيقة تم التسويق لحليب الأطفال الملوث, و في بعض دول أمريكا الجنوبية تعرض المئات من مواطنيها للموت إثر تناول دواء السعال المسموم, و هذه أمثلة بسيطة عن الضرر الناجم من قوى الفساد العالمي, فالفساد ليس حكرا على بلد بعينها و لكنه يشكل منظومة عالمية تهدد بشكل مباشر النظام الاقتصادي و الصحي و الغذائي العالمي.

و تعمل بشكل موازي لقوى الفساد, أطراف خفية تسعى لضرب وحدتنا الوطنية و ذلك من أجل التأثير على السياسة الداخلية بما يسهل للفساد بالاستشراء و يلطف الجو للمفسدين ليعملوا بكل أريحية. فهذه الأطراف الجبانة لا تخجل من استخدام أرذل الوسائل و أقلها أخلاقا من أجل الوصول لأهدافها المنتنة, فهي تدق الإسفين في نسيجنا الاجتماعي حتى أصبحنا شعوبا و قبائل و نحن لم يتعدى تعدادنا المليون نسمة , و بذلك تحقق أهداف بعض المفسدين ليتبوءوا مقاما سياسيا يهيئ لهم الظروف المناسبة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من مقدرات الدولة.

و لا يمكننا في هذا المقام أن لا نعرج على الدور الفاعل لبعض أو الأغلب من أعضاء البرلمان في انتكاسة البلد, فهم لم يحركوا ساكنا و تخلوا عن دورهم الرقابي و أصبحوا عبء جديد يضاف على أعباء الوطن. فالأوطان إن لم تجد من يدافع عنها فهي عرضة و فريسة سهلة لكل الأطراف المريضة التي تقتات على حساب قوت الشعب. فمنهم من يسعى فقط لتسمين أرصدته و منهم من لا يفقه في السياسة و لا يحس بما يدور حوله و يستمر في سياسة التطنيش و يستلذ في كونه مغيب و ذلك من اجل المحافظة على وجاهة اجتماعية واهية. و لكن في ذات الوقت و حسب مقولة " إن خليت خربت " يبقى هناك أقلية من النواب الحريصين على مقدرات و ثروة البلد و على وحدتنا الوطنية , و لكننا للأسف الشديد نشهد في كل يوم فصل جديد من مسرحية الهجوم الإعلامي على هؤلاء النواب الشرفاء.

في النهاية , الطامة الكبرى و أسوأ ما قد يتعرض له أي بلد في العالم هي الحكومة الضعيفة التي ابتلا الله الكويت بها. فلا هي قادرة على تسيير أمور البلاد بشكل منهجي مدروس, و لا تسيير أمور العباد بشكل عادل. لا تقوى على مواجهة أي طرف من الأطراف المعلومة لديها و المذكورة سابقا. لا تقدر إلا على طأطأة الرأس و السماح لقطار الفساد و التخريب بالمرور من فوقها. تعلم و تعرف ما يجري حولها على الساحة الداخلية من تمزيق للوحدة الوطنية و سرقة و نهب لأموال الدولة , و تعلم ما يدور على الساحة الخارجية من تهديد مباشر على أمننا الوطني و تدخل في شؤوننا الداخلية. و لكنها و كما عودتنا, تلتزم السكون و المهادنة و لا تبدي أي إشارة حياة أو تفاعل مع ما يدور حولها.

لن أتوجه بقولي لقوى الفساد المحلية الساعية لنهب خيرات بلدنا الحبيب و لا للأطراف الرعديدة المخربة لنسيجنا الاجتماعي المدمرة لوحدتنا الوطنية و لكني أتوجه بمناشدتي للنواب الإنبطاحيون الصامتون و لحكومتنا العزيزة بكل أعضائها, و أذكرهم بقول الشاعر الكبير إبراهيم طوقان في عام 1936 عندما كان يخاطب الزعماء الفلسطينيون وذلك قبل أن تضيع فلسطين و تصبح محتلة بالكامل من قبل الكيان الصهيوني :


أنتمو المخلصون للوطنية أنتمو الحاملون عبء القضية
أنتم العاملون من غير قول بارك الله في الزنود القوية
وبيان منكمو يعادل جيشاً بمعدات زحفه الحربيه
و( اجتماع ) منكمو يردّ علينا غابر المجد من فتوح أميه
ما جحدنا أفضالكم غير أنّا لم تزل في نفوسنا أمنيّه
بين أيدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقيه

الأحد، يوليو 25، 2010

أخي الشيعي توقف.. فهذا و طننا

في البداية, و لله الحمد و المنة, ليس في قلبي كره أو حقد على شخص أو فئة بهذا العالم بأسره و هو ما يمكنني من الحياة بتناغم مع النفس.

أود عند مخاطبتك أخي الشيعي, أن أحاول تحييد المذهب مع جميع اختلافاتنا الدينية , لأن بهذا الحديث بحث عن الاختلاف في بحور الاتفاق كما أن هذا الموضوع ليس من أولوياتي في الحياة.

في نفس الوقت, ولسد الطريق أمام من يحاول التفرقة بيننا, أود التذكير بأن ما قام به بعض الشباب من الطائفة الشيعية من أعمال تخريبية في الثمانينيات, كما قام بها أيضا بعض الشباب من متبعي السنة " أسود الجزيرة" قبل سنوات, كانت كلها نتائج تهور شباب مندفع أغرتهم شعارات يسوقها بعض المتطرفين من كلا الجانبين.

المحصلة, هو أن التطرف في أي مذهب نتائجه وخيمة, و ليس لولاء أي طائفة ذنب من قريب أو بعيد بهؤلاء المخربين و بالتالي الطائفتين ليستا موضع للتشكيك.

أخي بالوطن, دعنا نتكلم عن ما هو أهم, إني أستغرب موقفك السلبي مما يتعرض له وطننا في هذه الأيام. كيف لك أن تسكت و تتقمص دور المشاهد و لا يحرك كل ما يدور حولك وطنيتك و حبك لهذه الأرض؟ كيف لك أن تسكت عن الحق و تحاول تحصيل مكاسب جانبية على حساب مستقبل بلدنا الحبيب؟! لماذا لا نسمع لك صوتا يصدح و يقول كفى عبثا بوطني؟؟!!!!

لماذا لا أرى من ممثليك في البرلمان أي تحرك ايجابي لنصرة الوحدة الوطنية؟ لم هم كالمتعلق بشعرة في تعاملهم مع الحكومة الحالية؟ فتجدهم المدافع المستميت عنها و هم يعلمون علم اليقين بأنها أسوأ حكومة مرت على تاريخ الكويت.

أفدني, لم أغلب أصحاب الرأي من طائفتك تجد في كتاباتهم ما يؤجج الطائفية و تزيد من التفرقة بين أبناء الشعب الواحد؟ لماذا ندر لديكم الرأي الحكيم ؟

أسوق هذه التساؤلات مع تيقني بأنك في قرارة نفسك لست مؤيدا لما يدور من حولك, و لكن اسمح لي أخي أن أعاتبك بل و أصرخ بأذنك بأن الوطن يحتاج لك. فلا تكتفي اليوم بدور المشاهد المنتظر للأحداث, بل على العكس لابد أن يكون لك دور فاعل في هذه المرحلة الهامة التي تشكل منحنى تاريخي لمستقبل الوطن. فالتاريخ ينسى غالبا مشاهد الأحداث و لكن يستحيل نسيان صانعها.

أخي بالوطن, أنا و أنت عشنا على هذه الأرض الطيبة سنوات طويلة, تشاركنا التجارب و الذكريات الجميلة و المريرة, تعاونا و تعاضدنا في بناء هذه الدار. فاليوم يجب عليك كما يجب عليَّ أن نؤكد لكل من يضمر الشر بوطننا, و يعتمد على ذلك بفرقتنا, بأننا لن نرضى غير العيش كأخوة على تراب هذا الوطن الغالي.

الثلاثاء، يوليو 20، 2010

حليب أمي ... أسود


كنت في يوم ليس ببعيد, أقود سيارتي الجيب الفارهة قاصدا مخيم للأصدقاء بالقرب من مركز أبو الفوارس الحدودي, وبما أن علاقتي بفن القيادة في الصحراء لا يتعدى علاقتي برياضة الكريكت, " غرز الموتر" ولم أستطع أن أخرجه من مستنقع الرمال ذاك, فهممت بالسير إلى المركز لطلب المساعدة. كنت أسير في جو غائم ممطر تضيء به البروق , جو تتمنى أن الأربع فصول تتخذه خليلا لها.
وفجأة وبلا مقدمات, انبعث صوت من العدم يقول توقف يا ولد, فاستجمع ما تبقى لي من شجاعة وأقول أنا ولد؟؟؟؟ فإذا بنفس الصوت الذي يبعث في النفس الرهبة والطمأنينة في نفس الوقت, يرد علي ويقول, نعم يا ولد فأنا شهدت ولادتك وأنشأتك وأرضعتك من أعز ما أملك. فأرد وقد بدأت تتسابق دموعي وأقول ما أعذب صوتك يا أرض وطني, وأسأل منذ متى وأنت تتكلمين, فتجاوبني بقولها منذ زمن بعيد ولكنكم أغفلتم حتى سماعي.
ماذا تريدين مني يا أغلى ما خلق الله من تراب, أسألها وفي صوتي نبرة غريبة لم أسمعها من قبل, فترد علي وتقول:
" اذهب يا ولد وأبلغ إخوتك بالوطن بأني لم أختزل عصارة معدتي, وأتحمل المناخ القاسي, وتتقشر وتتشقق بشرتي حتى أصبحت شائكة بالعرفج والعوسج بعدما كانت تزهى بالخزامى والنفل, لأسقيكم من حليبي الأسود الذي مزجته بين حبات ترابي بعرق و دم أجدادكم, إلا لكي أراكم اليوم قد تسيدتم الأمم.
لكن وبكل الأسى , أراكم اليوم قد أصبحتم شعوبا وقبائل تتناحرون على ما أورثتكم إياه. كثيركم يشكو الضنك والعدم, وقليلكم يشكو الترف وانبطاح الهمم, لا يخاف منكم أحد وتخافون كل الأمم, حتى أصبح الغريب يأتي ويشتري منكم الذمم.
اذهب وذكر العصاة من أبنائي بأني أمهم الشرعية ولست مرضعة استأجروها ليشربوا حليبها فينسوها. أبلغهم بأني أم لكل من جبل على حبي وذاد عني وبذل النفيس والغالي لأجلي, بكل ألوانهم وأطيافهم هم أبنائي, لا فرق عندي بينهم ولكل منهم حق في حليبي الذي وهبني الخالق. اذهب وقل وردد عني بأني أمكم فأحسنوا إلي قبل أن يأتي يوما تذوقون فيه عذابي, فأجفف عنكم صدري وأرفع عنكم ستري وأترككم فرائس سهلة لأمم قد أحسنت لأوطانها".
فإذا بمنبه جهازي النوكيا القديم يوقظني بصوته المزعج وكعادته اليومية في السادسة صباحا. يذكرني الذهاب للعمل الكئيب ويأذن ببداية يوم جديد رتيب.

السبت، يوليو 17، 2010

نظرة في تعامل الديموقراطية الأصيلة مع مزدوجي الولاء,,,,,

يحدثنا التاريخ بأنه في الحرب العالمية الثانية و إبان احتلال ألمانيا النازية لأكثر من منتصف الأراضي الفرنسية, وجدت الحكومة النازية بشخص المارشال " Petain " نواة للتعاون معها. وقع المارشال على اتفاقية وقف إطلاق النار و بدأ بتأسيس حكومته في مدينة " Vichy " ورضي بأن يحذف اسم الجمهورية الفرنسية و استبداله بدولة فرنسا.
حكومة التعاون هذه دامت لأربع سنوات و كانت تسير أعمال الدولة الفرنسية و ضمت في صفوفها الكثير من الفرنسيين الذين تولوا مناصب قيادة بتلك الحكومة, و كذلك عمل الفرنسيون البسطاء كموظفين تحت رايتها. هذه الحكومة لم تكتفي بإدارة شؤون فرنسا الداخلية, بل تمادت بالتعاون مع سلطة الاحتلال لأبعد الحدود, حتى وصل بها الأمر أن تأمر شرطتها بمطاردة المقاومون للاحتلال وزجت بهم في سجونها.
في عام 1944 و بعد تحرير جميع الأراضي الفرنسية, سقطت تلك الحكومة , و بدلت بالحكومة المؤقتة بقيادة الجنرال " De Gaule " إلى أن يتم الانتهاء من إعداد الدستور الجديد للجمهورية الفرنسية الخامسة.
و في عام 1945 بدأت محاكمة المارشال المتهم بالتواطؤ مع سلطة الاحتلال, و أصدرت المحكمة العليا حكمها عليه بالإعدام و تجريده من جميع ممتلكاته.و تفاوتت الأحكام لبقية الوزراء بين السجن و الإعدام. و لم تكن هناك محاكمة للمواطنين البسطاء الذين عملوا بتك الحكومة و لم تصبهم حجار الخيانة و لم يوصموا بالعار.
و في خطاب الجنرال " De Gaule " بعد التحرير أصر على ضرورة تمسك الفرنسيون بوحدتهم الوطنية, و على تشكيل جبهة داخلية متراصة الصفوف و طي صفحة الماضي بل أنه أصدر حكما بالعفو عن المارشال الخائن من حكم الإعدام. و بالفعل عمل الفرنسيون على لحمة جبهتهم الداخلية و طي صفحة الماضي و البدء بالتخطيط معا لمستقبل بلادهم.
و بعد مرور 23 سنة فقط, استطاع أبناء ذلك الجيل إحداث ثورة صغيرة في مايو من عام 1968 للتنديد بالقمع و المطالبة بالمزيد من الحريات, و تلك الأحداث ساعدت فرنسا لتتبوأ مكانتها الحالية كنبراس لحرية التعبير و الدميموقراطية الأصيلة.
إذا أردنا, بعد استعراض ما مضي, أن نعكس تلك الحقيقة التاريخية على الواقع الكويتي الحالي, سنجد بأن البلد لم تخرج لتوها من حرب دامية ضربت خلالها الوحدة الوطنية و تعددت و تنوعت أشكال خيانة الوطن و نصبت المقاصل في ساحة الصفاة لمعاقبة الخونة. و أيضا الكويت ليست مقبلة على حرب وشيكة لتتوجس من لحمة الصف الداخلي و قياس مدى ولاء مختلف فئات المجتمع لأرض الوطن.
إذا نستغرب أن تكون مثل هذه الحملة الشرسة الموجهة ضد أبناء فئات معينة من المجتمع الكويتي. فإذا كان الهدف هو تطبيق القانون فقط, نذكر بأن قانون الجنسية قائم منذ عام 1959 و في أحلك الظروف التي مرت بها البلد " الغزو العراقي" لم نسمع أبدا عن ضرورة تطبيق هذا القانون في الفترة التي تلت تحرير وطننا الغالي.
و هنا نهمس في أذن الحكومة بأننا مع تطبيق القوانين بشكل عام, و لكن أن يأتي التلويح الحكومي بتطبيق قانون الجنسية بالوقت الذي تشهد به الكويت فتن لم يسبق لها مثيل, فهذا ما يؤجج الفتنة و يوسع الهوة بين مختلف شرائح المجتمع. و كان أولى على الحكومة أن تعمل على إعادة تشكيل الوحدة الوطنية و العمل على رص صفوف الجبهة الداخلية, كما فعل الجنرال De Gaule, لحين توافر أرضية مناسبة لتطبيق أي قانون يراد تطبيقه.

الخميس، يوليو 15، 2010

ثورة الخرفان ...

أحبائي الكرام , وردتني قصة قصيرة جدا رائعة و أحببت أن أشارككم إياها, و هي تعكس واقع الحال لكافة الشعوب العربية و الشعب الكويتي كونه جزء من هذه الأمة " العظيمة " . في مضمون هذه القصة القصيرة نستخلص العبرة من موقف الشجاعة و نتائج موقف التخاذل .

************************************************************************


تبدأ القصة في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... حيث كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه .... في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود.
دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت "الخرفان" بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة. وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة .... ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ....وقد شعر برهبة الحدث... وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت ... فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ... وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة .... وكانت الوصية تقول :- حينما تقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر.

قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي ..... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف... فلا أعتقد انها ستضرني... اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء... فما جاء بنا هذا الجزار الى هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر.... فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر.

انتفض ذلك الكبش انتفاضة الاسد الهصور.... وفاجأ الجزار..... واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره. لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا... فالزريبة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب.....


أمسك الجزار بخروف اخر وجره من قرنيه وخرج به من الزريبة.... كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة.....الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع. نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة... وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول: بسم الله والله أكبر.


خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة. ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفض أي فكرة لمقاومة الجزار. وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع"لا ثم لا للمقاومه"


وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد.... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا...فانه يأخذ معه خروفا اخر. وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة... حتى وصل به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسير خلف هذا الخروف الى المسلخ.... وهو يقول: يالها من خراف مسالمة... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ... انها فعلا خراف تستحق الاحترام.
كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق .. أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته... وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم ما يمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق... فصار يجمع الخراف بجانب بعضها... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها... والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار... ولكن... كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب..."لا تقاوم"...

في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح ما بدأه ذلك اليوم ... كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره.

لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا...... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب. وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة.... لم يكد يصدق عينيه... صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع...... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...

وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع..... في انتظار قرارهم الاخير...


تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم من سكين الجزار... وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع...

في صباح اليوم التالي .....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله... فكانت المفاجأة مذهلة... سياج الزريبة مكسور... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد...... ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح... نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث.... صاح الجزار... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم بالأمس!!!


نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر. كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء:

أيها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم...

ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا... وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير... أنني وبداية من هذا الصباح... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة... كما كنت أفعل من قبل... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم.... وكل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ... فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ... فليأت كل واحد بعد الاخر... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ....
وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... "لا للمقاومة"...!!!!

الخميس، يوليو 01، 2010

سندفع الكفالة لأجل الحرية و الفضالة

هذا ما يردده لسان الحال في هذه الأيام الغريبة المريبة. نعم نحن في الكويت سيصبح لدينا مئات السجناء السياسيين ..أنا فعلا اّسف !!! و لكن هذا ما أشاهده أمامي من مشهد سياسي مقبل قد أخذت اليوم اللقطة الثانية منه .
فبعد محمد الجاسم , الذي ظنوا واهمين بأنهم أدبوه و أرضخوه, يتجهون اليوم لترويض شاب كويتي جل ذنبه أنه أحب و طنه... نعم خالد الفضالة لم يجني شيئا سوى انتقاده بالقول فقط أداء رئيس الوزراء. هل أصبحنا نحبس لمجرد ابداء رأي سياسي ؟؟ خالد الفضالة قد فزع مع من فزع عندما تعرض الشعب لمحاولات ساعية لتفرقته و انتصر للوحدة الوطنية و كان موقفه واضحا و لا تشوبه شائبة, و بسبب حبه لوطنه و غيرته على شعبه فهو يدفع الثمن الاّن. أيعقل أن يعاقب من صدح بقول الحق و قال " نحن شعب واحد و لا نرضى بالتفرقة " ؟؟.
ستتساقط الأقنعة في القريب العاجل يا خالد , و ستأتي الطعنات من أقرب الأقربين , فأصدقائك إما أنهم خائفين تائهين, أو أنهم قد قبضوا ثمن صمتهم عنك.
و هذه المواقف ليست من سلوم الفرسان " و ما جزاء الإحسان إلا إحسانا ", سنقف معك يا خالد وسندافع عن حقنا بك و حقك علينا, و كما وقفنا لنصرة أبو عمر سنقف معك في محنتك و سترى بأن هذا الشعب واعي يعرف ما يدور حوله , و لأجلك يا خالد ستكون هناك أندلس و عقيلة أخرى إن اضطررنا. شاءت الأقدار أن نكون في وجه المدفع فندافع عن أصدقائنا و أصدقاء أصدقائنا الذين تخلوا عنهم من كانوا يدعون صداقتهم. سندافع عن حريتنا التي و هبنا الخالق, لا بد أن ندافع عن حريتنا و إلا فنحن لا نستحق العيش أصلا.



الثلاثاء، يونيو 29، 2010

طالع من الشر أيها الأبي الحر

أبو عمر ,, أنا اّسف و كلي خجل من ملاقاتك ,,


عاهدت نفسي بأن لا أترك اعتصام إلا و أن أحضره و أشارك به بقوة ,,


لن أترك مسيرة لأجل حريتك إلا و أشارك بقوة و بشغف بها ,,,


أنا اّسف,, لم أفي بعهدي .... لم أحضر اجتماع نقابة العمال بميدان


حولي ,,


أرجو منك أن تسامحني ,,, اعتراف مني بالتقصير ,, نعم أنا مقصر ,,


لم أحضر هذا الاعتصام,, و لكني كنت معك بكل جوارحي خلال


محنتك ,,,


أنا كالكثيرون من أبناء شعبك الأبرار ,, لم نكل أو نمل من تذكرك و ذكر


قضيتك في كل مجلس و في كل منتدى ,,,


و كتبنا عنك الكثير الكثير ,,و رفعنا صورك بكل اعتزاز ,, و كنت لنا


نبراس ينير الطريق ,,



أبا عمر ,, نحن اليوم في انتظار كلمتك المدوية و اّرائك الجريئة ,,,


لا تترك لأحد المجال ليشمت بنا و عن ما نؤمن به ,,,


نريدك أقوى من ذي قبل ,, نريد منك الكلام الصريح ,,,


عاداتك لا تتركها ,,, فهي السبب لكل تلك التجمعات من أجل الحرية و


من أجل حريتك ,,,


نريد لنافذتنا للحقيقة أن تعود من جديد ,,,


نحن لم نخذلك ,, و أنا متأكد بأنك لن تخذلنا ,,,


بشوق كبير ,, بانتظار جديدك ,, و لحيا و ليعدل الميزان من جديد ,,,




********************************************


طالع من الشر أيه الأبي الحر ,,,


و قرت عين الكويت بشوفتك ,,,


--------------------------------------------------------------------------------

الاثنين، يونيو 14، 2010

يا سلام يا سلام و بعد يا سلام ,,,

استجواب الرياضة المزمع تقديمه من النائب الفاضل الموقر صالح الملا و كتلته المبجلة ذات العشر توجهات , تستثير افتتاحيات أكبر الصحف و أسمنها " مالا و انتشارا " . و كلمات موجهة من رؤساء تحرير تلك الصحف للمقام السامي و لرئيس مجلس الوزراء و وزير التنمية , و لرئيس مجلس الأمة و الكل مستنفر و حاط إيده على قلبه. ناهيك عن التحركات المكوكية لرئيس مجلس الأمة " السوبرمان الشايب " لإحتواء هذه الأزمة الوطنية و التي باتت تلوح في أفق المتنفذين و علية القوم.
لا أعلم هل أبناء أم الهيمان ليسوا بكويتيين ؟؟؟ أم أنهم فعلا كما يدعي بعض الأفاقين, مجرد زرع نبت في غفلة من الزمن على أرض الكويت, لم أرى خلال الاستجاوابات السابقة كل هذه التحركات المستميتة و هذا الكم المهول من " السلايتات و الباصات و التصليحات " لاحتواء أزمة استجواب كاستجواب الرياضة.
بدأت بالفعل العورات بالإنكشاف, حتى بعض الكتاب الذين عودونا دفاعهم المستميت عن الحكومة في أوقات مضت, و في كل استجواب نسمعهم يصيحون من " قمة الرأس" : نريد التنمية و هذه الاستجوابات شخصانية و معطلة لمصالح البلاد والعباد. نجدهم اليوم يقفون مع هذا الاستجواب و يستميتون بالدفاع عنه. هل تصدقون بأن الكاتب الدعيج يطلب من رئيس الوزراء الصعود للمنصة أو الإستقالة؟؟؟ هل يعقل ذلك؟؟ فعلا نحن في زمن الانحطاط السياسي.
إخواني في الوطن الغالي , أنا شخصيا بدأ اليأس يتغلغل لقلبي, ليس من الوطن " حاشا لله " و لكن من هذه الشلل السياسية و الأحزاب التجارية و تجمع الإنبطاحيين و جمعية العجز من النائبات و التكتل الوطني من اجل التطبيل للشيوخ.
فمستحيل أن نستطيع أن نغير ما بنفوسهم و الكلام معهم مأخوذ خيره و النصيحة لهم ضائعة, لذلك أرى أن نقف موقف المتفرج و لا نتدخل في شؤونهم الخاصة و " نار تأكل بعضها" فنحن بالنهاية مواطنون درجة ثانية أو ثالثة حسب التصنيف الرسمي لملاك البلد " بوضع اليد " .



الأحد، يونيو 13، 2010

خرير في سقف حرية التعبير

خرير في سقف حرية التعبير


كثر الحديث بعد اعتقال الكاتب محمد الجاسم عن موضوع حرية التعبير, كما كثر أيضا الصمت عن نفس الموضوع. كل هذه الأحاديث الصامتة و الرنانة تجعل الإنسان يفكر و يسترجع ما مضى ليصل لنتيجة منطقية عن تردي وضع حرية التعبير لدينا.
فأوزرت ذاكرتي وزارها " الكاروهات" و أمرتها بالغوص في الماضي القريب, فرجعت لي غير مبللة و تمسك بيدها اليمنى ملحوظة هامة جدا: إجماع منتقدي رئيس الوزراء الحالي على ميزة وحيدة وهي ارتفاع سقف الحريات بعهده.
و بما أن نفسي تلتفت دائما يمينها و يسارها و ترى نقطة السواد الصغيرة في البياض الناصع, رجعت ذاكرتي غير مأمورة لتغوص في غياهب العهد الجديد, و " أنسلت " الوزار وظهر " المايوه " المشجر, وبعد أن أنشدت يا مالها و يا مالها رجعت لي منهوشة الفخذين عارية الصدر و تحمل في يسارها سؤال هام جدا: من المستفيد من ارتفاع سقف الحرية في السنوات القليلة الماضية؟؟؟
هممت أبحث عن إجابة لسؤالها و بدأت نفسي كعادتها تلتفت يمينها , شمالها, أمامها و خلفها و بعد طول الالتفاتات , تمكنت و لله الحمد من عبور الطريق لتصل لنتيجة مقنعة: في السنوات الماضية ظهر علينا الإعلام الفاسد بقنواته المشبوهة و عناصره الموبوءة. طرأ على الشاشات الكويتية قنوات تستهوي استباحة الدستور و تعشق إثارة الفتن, طل في وجوهنا مذيعون لمهنيتهم الزائدة عملوا كبائعي بقالات. و نشطاء سياسيون لا تفرق بينهم و بين البطاطا الحلوة إلا من الغترة و السيجار. ناهيك عن بعض من يضعون أسمائهم تحت مجموعة شخابيط و يقبضون مقابلها " شوي و شويات" و يظنون أنهم كتاب رأي.
كل هذه المعطيات مجتمعة أفرزت لنا مجلس مكون من 33 نائب للحكومة أقصد للأمة. فتيقنت أن حتى ميزة ارتفاع سقف الحريات كانت لها مآرب خفية.
اكتشفت, اللهم صلي على النبي, أن سقف الحرية لدينا لا يدخل في تكوينه أسمنت أو خرسانة, و إنما هو كالديكور الجبس المعلق "بأسيام " رفيعة , فعند الحاجة لرفعه تشد " الأسيام " و عندما يكتب قلم حر كقلم محمد الجاسم ترخى تلك " الأسيام " حتى أصبحنا نحس بسقف الحرية يلامس ما تبقى من شعر فوق الرؤؤس.



الجمعة، يونيو 11، 2010

لم الهروب من المواجهة ؟؟؟



اليوم بات واضحا لكل ذي عقل و بصيرة من هو الخائف المرتعد من مواجهة الشعب , فطلب تحويل جلسة استجواب مخصص لمناقشة البيئة و مشكلة يعاني منها 45 ألف مواطن كويتي لتكون جلسة سرية هو دليل دامغ على تهرب و تضليل حكومي بات مفضوحا.
للتذكير, في استجواب فيصل المسلم لرئيس الوزراء, علل مؤيدي السرية موقفهم بأن لمصروفات الرئيس أبعاد دولية و إقليمية لا يجوز إعلانها على الملأ, و بأن شخص رئيس الوزراء يجب أن يبقى بمنأى عن أي تجريح أو اتهام و ذلك كونه مرشح ليكون أميرا للكويت.
اليوم الموقف مختلف تماما, فالقضية لا تشكل في موضوعها أو محتواها تدخل في أمننا القومي و لا توجد أية اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء بشخصه و إنما بصفته, فهو المسؤول عن خمسة وزراء متضامنين في مسؤولية التلوث الواقع في أم الهيمان. ثم إنه إذا كانت حجة عدم علنية جلسات الاستجوابات الموجهة لرئيس الوزراء كونه مرشح في يوم من الأيام لتسلم مسند الإمارة في الكويت, فهذا القول لا يراد به لا حق و لا باطل, لا توجد في مواد الدستور الكويتي مادة تشير إلى عدم جواز توجيه استجواب لوزير من ذرية مبارك الكبير إلا بجلسة سرية. و من وضع الدستور, أخذ بدون شك في الاعتبار , بأن ذرية مبارك الكبير سيكون لها دور مهم في القيادة السياسية للبلد و سيتسلمون دفة وزارات حيوية في الحكومات الكويتية.
إذا طلب سرية جلسة الاستجواب التي تقدمت بها الحكومة اليوم, لا نرى فيه إلا تضليل للشارع الكويتي و تفريغ للدستور من محتواه, حيث أن الأصل في جلسات الاستجواب هو العلنية و الاستثناء يكون بالسرية و ليس العكس.
اليوم بات واضحا أن التكتيكات الحكومية تهدف بالدرجة الأولى رفع الحرج عن رئيس الحكومة, و بدرجة ثانية عدم تناول الرأي العام الكويتي و الوسائل الإعلامية التقصير الحكومي الواضح في مختلف القضايا المصيرية.
السؤال المطروح اليوم هو: " ما هي الوسائل المتوفرة لمؤيدي العلنية لمواجهة هذا التكتيك الحكومي الجديد ؟ " للأسف الشديد, الحكومة اليوم بفضل أتباعها من النواب تمكنت و بشكل قانوني الخروج من مأزق استجواب الطاحوس. و هنا لا يملك مقدم الاستجواب و كتلته إلا الانسحاب كتعبير عن رفضهم تغييب الأمة الكويتية عن قضاياها المحلية. و لكن هذا التصرف ليس كافيا لفضح الضعف الحكومي و سياسة التضليل المتبعة حاليا, يجب أن يكون " للمعارضة " و سائل إعلامية تستطيع من خلالها تعرية المواقف الحكومية قبل جلسة الإستجواب و بعدها, و كما تستخدم الحكومة " ماكينتها " الإعلامية في كل مرة تقع فيها في مأزق سياسي, يجب أن يكون هناك على الأقل " موتور " إعلامي يتم من خلاله توعية الشعب بما يجري من حوله . سياسة التغييب الإعلامي مستخدمة حاليا من قبل الحكومة, إذا يجب أن يكون هناك بالمقابل سياسة فضح إعلامي للتصرفات و التكتيكات الحكومية المخزية.

شكرا لكل الشرفاء من النواب , و الخزي و العار للبقية ,,,