الأحد، يونيو 13، 2010

خرير في سقف حرية التعبير

خرير في سقف حرية التعبير


كثر الحديث بعد اعتقال الكاتب محمد الجاسم عن موضوع حرية التعبير, كما كثر أيضا الصمت عن نفس الموضوع. كل هذه الأحاديث الصامتة و الرنانة تجعل الإنسان يفكر و يسترجع ما مضى ليصل لنتيجة منطقية عن تردي وضع حرية التعبير لدينا.
فأوزرت ذاكرتي وزارها " الكاروهات" و أمرتها بالغوص في الماضي القريب, فرجعت لي غير مبللة و تمسك بيدها اليمنى ملحوظة هامة جدا: إجماع منتقدي رئيس الوزراء الحالي على ميزة وحيدة وهي ارتفاع سقف الحريات بعهده.
و بما أن نفسي تلتفت دائما يمينها و يسارها و ترى نقطة السواد الصغيرة في البياض الناصع, رجعت ذاكرتي غير مأمورة لتغوص في غياهب العهد الجديد, و " أنسلت " الوزار وظهر " المايوه " المشجر, وبعد أن أنشدت يا مالها و يا مالها رجعت لي منهوشة الفخذين عارية الصدر و تحمل في يسارها سؤال هام جدا: من المستفيد من ارتفاع سقف الحرية في السنوات القليلة الماضية؟؟؟
هممت أبحث عن إجابة لسؤالها و بدأت نفسي كعادتها تلتفت يمينها , شمالها, أمامها و خلفها و بعد طول الالتفاتات , تمكنت و لله الحمد من عبور الطريق لتصل لنتيجة مقنعة: في السنوات الماضية ظهر علينا الإعلام الفاسد بقنواته المشبوهة و عناصره الموبوءة. طرأ على الشاشات الكويتية قنوات تستهوي استباحة الدستور و تعشق إثارة الفتن, طل في وجوهنا مذيعون لمهنيتهم الزائدة عملوا كبائعي بقالات. و نشطاء سياسيون لا تفرق بينهم و بين البطاطا الحلوة إلا من الغترة و السيجار. ناهيك عن بعض من يضعون أسمائهم تحت مجموعة شخابيط و يقبضون مقابلها " شوي و شويات" و يظنون أنهم كتاب رأي.
كل هذه المعطيات مجتمعة أفرزت لنا مجلس مكون من 33 نائب للحكومة أقصد للأمة. فتيقنت أن حتى ميزة ارتفاع سقف الحريات كانت لها مآرب خفية.
اكتشفت, اللهم صلي على النبي, أن سقف الحرية لدينا لا يدخل في تكوينه أسمنت أو خرسانة, و إنما هو كالديكور الجبس المعلق "بأسيام " رفيعة , فعند الحاجة لرفعه تشد " الأسيام " و عندما يكتب قلم حر كقلم محمد الجاسم ترخى تلك " الأسيام " حتى أصبحنا نحس بسقف الحرية يلامس ما تبقى من شعر فوق الرؤؤس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق